في بداية الثمانينيّات و بينما انا طالب في احد المدارس الثانوية و التي كانت توصف بالعسكرية لانه كان من ضمن المنهج المقرر بها دراسة بعض التدريبات العسكر
في بداية الثمانينيّات و بينما انا طالب في احد المدارس الثانوية و التي كانت توصف بالعسكرية لانه كان من ضمن المنهج المقرر بها دراسة بعض التدريبات العسكرية و الأسلحة البسيطة لأن الدولة المصرية وقتها كانت ما زالت تعتقد ان الحرب القادمة او هي وسيلة بطريقة او اخرى لنشر الاسترجال بدلا من موضة الخنافس و الهيبز التي انتشرت في السبعينيات و سوف يلاحظها اي متابع للأفلام السينمائية المصرية في تلك الحقبة
و كان يقوم على هذه التدريبات العسكرية بعض ضباط الاحتياط من القوات المسلحة و كان للمدرسة قائد عسكري و كان رتبته مقدم المهم كنا ننتظر هذه التدريبات العسكرية كنوع من الخروج عن روتينية الدراسة و المواد الاعتيادية في تلك الفترة و كان هناك احد الضباط يتعلق به الطلاب كثيرا بسبب سنه القريب جدا وسامته و أسلوبه في الكلام العذب الساحر و لانه احيانا كثيرة كان يخلع البدلة العسكرية و يشارك الطلاب لعبة كرة القدم
و كان هذا الضابط اخواني و لكنه لم يكن يعلن ذلك صراحة بل في قلب الحصص يبث الطلاب ما يشاء من الأفكار و ايضا و بصراحة يحثهم على الصلاة و الاحترام و التدين اي انه كان ينشر الأخلاق الحميدة و يزرع بذرة الاخوان في نفوس الطلاب بأسلوب هادية الا اذا وقف احد الطلاب الناصريين او الاشتراكيين لمناقشته و لا تستغربوا ففي تلك الفترة كان من بين طلاب الثانوية كل التيارات السياسية و لكن هذا له محل آخر ان شاء الله
المهم في تلك الفترة كنت متعاطفا مع التيار الناصري و دخلت مع هذا الضابط في مناقشات عديدة كانت تنتهي ببعض العصبية منه و لكن حب الجميع له كان يمنع تطور الأحداث او ان نشتكيه نحن مثلا
و أزعم ان هذا الرجل قد جند المئات من قادة الاخوان في احدى المحافظات حاليا و ضمهم للإخوان في هدوء شديد
و انتهت المرحلة الثانوية و تركت الرجل و لي معه خلاف سياسي و لكن بيننا كل الاحترام فقد كنت رئيس اتحاد الطلبة و كان يريد ضمي الى الاخوان و لكن لم يفلح في ذلك و بقت ذكرياتي مع الرجل و لم اره من يومها حتى اليوم و لكن
في بداية عام ٢٠١٢ و بعد انشقاق ابو الفتوح عن الاخوان و اعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي فيديو لأحد علماء الاخوان يحاضر مجموعة من الأخوات و يتحدث عن اثم انتخاب ابو الفتوح للرئاسة و دخلت لأشاهد الفيديو و هو عبارة عن تسجيل صوتي لأجد نفسي امام نفس الصوت و لكن مع مسحة من التقدم في السن و يبدو ان الرجل اصبح من القيادات الكبيرة التي تتمتع بثقة شديدة و الا لما سمح له الاخوان بالحديث مع الاخوات هكذا
كان الرجل يتحدث عن ابو الفتوح الذي كان مؤهلا لنيل منصب المرشد العام للإخوان لولا ان الشاطر و القيادات السرية يريدون شخص ما مثل الدكتور بديع يستطيعون التحكم فيه و كان ابو الفتوح عضو مكتب الإرشاد و نائب المرشد لفترات طويلة و ساهم من خلال أموال اتحاد الأطباء العرب في نشر الفكر الاخواني في كل الربوع
ماذا كان يقول هذا الشيخ عن الدكتور عبد المنعم ابو الفتوح عندما سألته احدى الحاضرات قال لها ان انتخابك لابوالفتوح اثم كبير و سوف يجعلك تخلعين
الحجاب و لن يحافظ على المباديء الاسلامية و سينشر العلمانية
كل هذا يا شيخنا يا مولانا يا ضابطنا انا لا أنكر أني احترمك حتى اليوم و لذلك لن أشير الى المدرسة و لا المحافظة و لا الى اسم حضرتك و لا حتى الفيديو الذي تقول فيه هذا الكلام و لكن هي سهلة هكذا اتهام نائب المرشد العام انه سيفعل ذلك ما لكم كيف تحكمون و لا اعرف لماذا الخصومة في الحركات الاسلامية تنتهي دوما هكذا
و انظروا الى مصير احمد شاه مسعود و حكمتيار في أفغانستان و كيف انتهت علاقتهما بقتل احمد شاه مسعود و هم أبناء نفس الفكر و رفقاء سلاح
انظروا الى الاتهامات التي يوزعها الآن الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام سابقا و آراء الخرباوي و مختار نوح المحاميان و القيادات التاريخية للإخوان نقابيا و تنظيميا و كم بذل نوح سابقا من اجل تيار الاسلام السياسي داخل نقابة المحامين و انتخابات النقابة و كيف هو الآن و كيف يهاجمه رفقاءه القدامى الآن و بماذا يتهمونه
انظروا الى خلاف اردوغان مع أستاذه فتح الله جولين و كيف يتهم اردوغان و اتباعه جولين و مؤيديه بأنهم ماسونيين و انهم يسخرون الجن لتحقيق الهداف و انهم وراء الانقلاب و كيف رد جولين على ذلك بان اردوغان قد فبرك الانقلاب بسبب ان زوجة اردوغان قد اكتشفت خيانته الجنسية لها وكيف كان اردوغان و اعضاء العدالة و التنمية يشيدون صباح مساء بمؤلفات و أفكار و طريقة فتح الله جولن و كيف انقلب جولن الآن على الرئيس و اصبح يكيل له الاتهامات بعدما كان من اكبر مؤيديه داخليا و خارجيا
خلط الدين بالسياسة و بالحكم و منح الأشخاص التفويض التام ما دام ينتمي الى الحركة او الهجوم عليه بشدة حتى التكفير لو خرج عن الجماعة هو خطأ شديد سيجر مجتمعاتنا الى التدهور و لن يولد الا المزيد من التخلف و التقهقر بين ركب الدول
خلط المطلق و هو الدين بالأمور الحياتية و المتطلبات اليومية هو فساد او دعوة للفساد يستغلها ضعاف النفوس ممن يتسللون الى الجماعات من اجل تحقيق الأهداف
الأمثلة كثيرة جدا على الخلاف عندما يحدث بين أبناء الحركات الاسلامية و انا شخصيا لست ضد التدين بأيا من صوره و درجاته و في اي دين لان كل الأديان على الأقل تتفق على الأخلاق الحميدة و لكن لا تخلط هذا بذاك ارجوك
انا لست ضد الدعوة و لكن انا ضد استخدام الدعوة في تحقيق اي مصالح سياسية او شخصية
COMMENTS